خيال رضوان

خيال رضوان
كان رضوان من المتذمرين الذين لا يرضون بالأشياء كما هي ، فلو رأى الشمس طالعة تنثر حرها ، تمنى لو كان الطقس باردا ممطرا ، و لو امطرت الدنيا حتى و لو مطر خفيف لدعا الله عز وجل أن يصحو الجو و تطلع الشمس ثانية . و حدث ذات يوم من الأيام ما ساعد على خلاص رضوان من تذمره . إذ اتفق مرة أن كان مستلقيا يطلب الراحة في ظل شجرة بلوط هائلة ، وفكر رضوان في شجرة البلوط الضخمة هذه ، فتذمر لأنها كبيرة وضخمة ، و ثمرتها صغيرة ، و تذمر أيضا لأن القرعة التي خطرت بباله حينئذ كبيرة ، و شجرة القرع شجرة صغيرة ، و تمنى لو تغيرت الأمور ، و أصبحت القرعة هي ثمرة شجرة البلوط ، و أصبحت ثمرة البلوط هي ثمرة شجرة القر ع . و لم يلبث رضوان أن نام ، و هبت ريح قوية أثناء نومه ، فأسقطت عددا من ثمار البلوط ، اصابته حبة منها في أنفه ، فاستيقظ من نومه منزعجا مذعورا مستغربا ، و جعل يبحث حوله لعله يكتشف السبب الذي أيقظه فرأى ثمر البلوط منثورا هنا و هناك ، فأدرك ما حدث و فكر رضوان في الأمر ، و تأمل طويلا ، و كانت نتيجة تفكيره هذا أنه لم يشعر بالتذمر بعد ذلك على الاطلاق . إذ لو كانت ثمرة البلوط كبيرة كالقرعة و سقطت و أصابت انفه ، إذن لكسرته ، و أصابت رأسه أثماء نومه . و هكذا الانسان لا يرضى بما قسم له .

مدونة فكر أديب

مرحبًا! أنا كاتب متحمس للاكتشاف والتعلم، وأجد الإلهام في تفاصيل الحياة. أحب القراءة والغوص في عوالم جديدة من خلال الكتب، والكتابة تعبر عن أفكاري ومشاعري. تجربتي الطويلة قد أكسبتني ثراءً في الفهم والتحليل. أنا هنا لمشاركة تلك الخبرات والتفاصيل الجميلة مع الآخرين. دعونا نستمتع معًا بسحر الكلمات والأفكار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال