أطفال النت و الذكاء الاصطناعي
حماده و أم حماده
أطفال مصر في عصر الفضاء و الأقمار الصناعية و النت و التواصل لهم حكايات عجيبة تكشف عن اتجاهات أعذب في التفكير و درجة الذكاء السريع، و سرعة البديهة .
لاحظت أم حمادة على حمادة عزوفا عن الطعام ، و أشفقت من شدة نحوله و هزاله ، فأسرعت بموجب الاتفاقية المعمول بها بين الأزواج ، فعرضته على الطبيب ، الذي قام بفحصه ، واجراء التحاليل اللازمة ، فوصفه له شرابا على أن يتناوله منه فنجانا كل يوم قبل الأكل .
و في يوم استيقظ أبو حماده على صوت معركة عنيفة بين حمادة و أم حمادة ،و أصرار بين الطرفين على إجراء هدنة ، هو يصر على عدم تناول الدواء الثقيل البغيض المر ، و هي تصر على أن يتعاطى الدواء قبل الأكل ، و أن ينفذ أوامر الطبيب حرفيا .
و سالته أنا بلطف : لماذا لا تتعاطى الدواء يا حمادة ، و هو ليس مرا و لا كريه الرائحة ، بل أنه لذيذ الطعم مثل الشربات .
فضحك و قال : وإيه فائد الدواء و شربه و أنا نفسي مش فيه ، إنه يجعلني لا أتقبل الطعام بعد تناوله .
فقلت له ممازحا : أنك تأكل الكثير من الطعام و تزيد ، و لكن هذا أمر الطبيب ، و يجب أن تنفذ أمر الطبيب لتعود إليك صحتك ، و تصبح مثل باقي الأطفال .
فأسند الخبيث رأسه على يده كانه يفكر ، أو كأنه سمع أغنية أم كلثوم : حطيب على الخد إيدي ، و نظر إلي و هو يغمز بحاجبه كأنه يداعبني . و قال : طيب يا سيدي امرنا لله نشرب الدواء ، و نأكل كما أمر الطبيب ، و لكن هذا الطبيب لم يقل لأمي : زودوا المصروف شوية .
و ضحكتُ ، و ضحكت أمه لهذه الدعابة ، و قلت له : لعله نسى أن يكتب ذلك في الروشتة ، سوف تذكره أمك عندما تعود إليه للمراجعة في الأسبوع المقبل .
هؤلاء هم أطفالنا ، أطفال الجيل الجديد .