العبث القاتل
كما في الاجازة الصيفية ، و لا شيء تقضي فيه وقتنا سوى اللعب في انحاء القرية .
و كثيرا ما كنت أذهب مع زميلي الصعير " سمير " إلى السكة الحديد ، حيث نرقب الناس الذين يركبون القطار ، و في بع الحيان نقذفهم بالطوب .
و ذات يوم ذهبنا إلى هناك فوجدنا بعض القضبان الحديدية موضوعة على الأرض قريبا من السكة الحديدية .
قال لي سمير :
إن لدى أخيه الأكبر قضيبا مشابها ، و إن كان أصغر كثيرا يمارس به الرياضة .
و لما كان حلمنا الأكبر أن نصير شابين يمتلئ جسدهما بالعضلات مثل طرازان الذي نشاهده في سينما المدينة، فقد قررنا أن نسرق واحدا من هذه القضبان
ووقفنا كل واحد في نهاية القضيب ، و أخذنا في رفعه و السير به إلى المنزل .
و لكن بعد بضع خطوات شعرنا بالتعب الشديد ، فأنزلنا القضيب ، ثم بعد أن استرحنا أخذنا نرفعه مرة أخرى .
و أخذنا في ذلك الوقت نضحك و نمرح ، و أخذ يهددني بأن يترك القضيب ليسقط ، و أخذت أهدده بأشياء مماثلة .
و دفعتي العبث إلى أن أترك القضيب فجأة ليسقط على الأرض ، و في ذلك الوقت سمعت صرخة مروعة من سمير .
و نظرت بسرعة إلى قدميه ، لأجدهما تسيلان دما بغزارة .
و انتابني ذعر هائل ، جعلني أجري و أصرخ ، و لا أدري ما اقول ، و تجمع الناس ، و جاء أهله.
و ذهبنا به إلى المستشفى ، و هناك تبين لهم ـمن تجرج قد نسمم .
و سألوه عن سبب الاصابة
و حاولت عندئذ أن أخبرهم بالحقيقة ، و اندفعت فعلا لأقول ذلك ، و لكن سمير كان أسرع مني للإجابة .. و قال لنه كان يحاول رفع القضيب عن الأرض وحده ، فسقط على قدمه ، و أحسست بالخجل من هذا الرد السمير .
و اكم هذا الخجل تحول إلى عذاب لا طاقة لي باحتماله ، عندما توفي صديقي بعد قليل .. فقد ظللت أياما طويلة ، و أنا أحلم بصورته أثناء القضيب على رجله . و أخذ الدم المنبثق في غزارة يملأ خيالي في كل وقت ن و في كل مكان ، و حتى الآن ما زالت أحلامي تحوي هذه الصورة القديمة التي أحاول أن أنساها بكل قوتي ، و لكن عبثا