الإثارة الجنسية عند النساء
رؤية طبية ونفسية واجتماعية
تُعدّ الإثارة الجنسية لدى النساء عملية معقدة تشمل تداخل عوامل جسدية ونفسية واجتماعية. فهم هذه العملية يساعد على تحسين جودة الحياة الجنسية والزوجية، ويتيح للطبيب والمعالج النفسي التدخل العلاجي المناسب عند وجود اضطراب أو قصور في الرغبة الجنسية.
أولاً: العوامل الجسدية المؤثرة في الإثارة الجنسية
• البظر: يعد البظر أكثر المناطق حساسية، حيث يؤدي تحفيزه المباشر إلى بلوغ النشوة لدى كثير من النساء.
• منطقة جي (G-spot): تقع في الجدار الأمامي للمهبل، وقد يؤدي تحفيزها إلى استجابة جنسية قوية عند بعض النساء.
• المداعبة الجسدية: مثل لمس الثديين والرقبة والشفتين، وهي تعزز من الاستثارة وتزيد من الاستجابة العصبية.
• العلاقة الحميمة: الإيلاج المهبلي يحفّز البظر بصورة غير مباشرة، إلا أن العديد من النساء يحتجن إلى تحفيز إضافي للبظر أو منطقة جي للوصول إلى النشوة.
ثانياً: العوامل النفسية والاجتماعية
• الثقة بالنفس: التقدير الذاتي الإيجابي يرفع القدرة على الاستمتاع بالعلاقة الجنسية.
• الاسترخاء وتخفيف التوتر: القلق المستمر أو الضغط النفسي يضعف الاستجابة الجنسية.
• التواصل مع الشريك: الحوار الصريح حول الرغبات والاحتياجات يسهم في بناء علاقة مرضية.
• المشاعر الإيجابية: الحب والانسجام العاطفي مع الشريك يعززان من الرغبة والإثارة.
مثال واقعي:
أفادت إحدى الدراسات الميدانية أن النساء اللواتي يعانين من صراعات زوجية أو خلافات دائمة سجلن انخفاضًا ملحوظًا في الرغبة الجنسية مقارنة بالنساء اللواتي يحظين بدعم عاطفي من شركائهن (الرفاعي، 2018).
ثالثاً: أسباب ضعف الإثارة الجنسية
• جفاف المهبل: يؤدي إلى الألم أثناء الجماع ويقلل من الرغبة.
• الأدوية: بعض مضادات الاكتئاب (SSRIs) تقلل من الرغبة الجنسية.
• الأمراض الجسدية: مثل السكري، اضطرابات الغدد، التهابات الحوض.
• العلاقات غير الصحية: قلة الحوار أو النزاعات المزمنة قد تضعف الحميمية الجنسية.
رابعاً: أوقات تزداد فيها الرغبة الجنسية عند النساء
1. فترة التبويض: ارتفاع هرمونات البروجسترون يزيد من الرغبة.
2. الراحة من العمل والإجازات: انخفاض الضغوط اليومية يتيح الاسترخاء والاهتمام بالعلاقة.
3. بعد ممارسة الرياضة: الرياضة تحسّن الدورة الدموية وتزيد الثقة بالنفس.
4. بعد تناول أطعمة معينة: مثل المحار، الشوكولاتة الداكنة، المكسرات.
5. في مواسم الربيع والصيف: زيادة التعرض للشمس يعزز إنتاج فيتامين D وهرمون التستوستيرون.
خامساً: التدخل العلاجي
1. العلاج النفسي
• العلاج المعرفي–السلوكي (CBT): يساعد على تعديل الأفكار السلبية حول الجنس وتعزيز الثقة بالنفس.
• العلاج الزوجي: يركز على تحسين التواصل بين الزوجين وحل النزاعات.
• علاج الصدمات: في حال وجود تاريخ من الاعتداء الجنسي أو التجارب السلبية السابقة.
مثال واقعي:
امرأة في الأربعين من عمرها عانت من انخفاض الرغبة بعد الولادة، تم إدراجها في برنامج علاج معرفي–سلوكي لمدة 12 جلسة مع تثقيف زوجها، وأظهرت تحسناً ملحوظاً بعد ثلاثة أشهر (Anderson et al., 2019).
2. العلاج الدوائي
• العلاج الهرموني:
o الإستروجين الموضعي لعلاج الجفاف المهبلي.
o التستوستيرون بجرعات منخفضة في بعض الحالات المدروسة.
• الأدوية النفسية البديلة: استبدال مضادات الاكتئاب من فئة SSRIs بمضادات أخرى أقل تأثيرًا على الرغبة (مثل Bupropion).
• المزلقات والمرطبات المهبلية: لتقليل الألم أثناء الجماع وتحسين المتعة الجنسية.
سادساً: نصائح لتعزيز الصحة الجنسية
1. ممارسة الرياضة بانتظام.
2. النوم الجيد وتقليل التوتر.
3. التغذية الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن.
4. تجنب التدخين والكحول.
5. التواصل المستمر مع الشريك وتخصيص وقت للحميمية.
المراجع
مراجع عربية:
• الرفاعي، نوال (2018). الصحة الجنسية عند المرأة: دراسة ميدانية. دار النهضة العربية، القاهرة.
• أبو الوفا، نعمان (2022). العقم والصحة الجنسية: منظور طبي متكامل. دار الفكر الطبي، بيروت.
مراجع أجنبية:
• Anderson, R., Rosen, R., & Parish, S. (2019). Psychological and pharmacological treatment of female sexual dysfunction. Journal of Sexual Medicine, 16(4), 452–463.
• Basson, R. (2018). Women's sexual function and dysfunction: Study, diagnosis, and treatment. Routledge.
• Clayton, A. H., & Balon, R. (2018). Sexual dysfunction in women: An integrated approach. Oxford University Press.