الانفعالات
الإنفعالات حالة وجدانية نفسية تسيطر على الفرد وتتملك مشاعره بطريقة فجائية نتيجة تعرضه لأحد المواقف والتي تنقسم إلى انفعالات كثيرة منها البكاء، الضحك، الغضب، السعادة، الكره، الدهشة، القلق وغيرها الكثير التي لا يوجد من لم يمر بكل منها في مراحله الحياتية المختلفة بل إنها تبدأ منذ سنوات عمره الأولى.
![]() |
الانفعالات حالة وجدانية نفسية |
يكون
المرء خلال الفترة التي يسيطر عليه انفعال ما غير قادر على التحكم في تصرفاته
ومشاعره بطريقة جيدة ولكنه مع مرور الأعوام واكتساب الخبرات بالحياة يتعلم بأسلوب
تدريجي كيفية إخفاء تلك المشاعر أو التحكم بها، ولكن ليس كل شخص قادر على فعل ذلك
بل هي قدرات تختلف من أحد إلى آخر وفي الفقرات التالية سوف نحدثكم تفصيلاً حول
أسباب الانفعالات وأنواعها وأبرز المعلومات المتعلقة بها.
لا
تمضي حياة المرء على وتيرة واحدة ونمط واحد بل هي مليئة بالتجارب والخبرات التي
تجعله يمر بمختلف الحالات الإنسانية والانفعالات يشعر فيها تارة بالحب وتارة
بالبغض والكره وأخرى بالقلق والخوف وغيرها من المشاعر التي تجعل حياته في تقلب
دائم ومستمر، الأمر الذي لا يقبل الشك أنه يضفي للحياة متعة وقيمة لكي لا تصبح
شبيهة بحياة الجماد الذي لا ينفعل ولا يتأثر.
طبيعة الانفعال
على
الرغم من كونه مفهوم شائع موجود بقدم وجود الإنسان ومنذ خلقه كما أنه مرتبط بعلم
النفس ارتباطاً وثيقاً لا يحتمل الفصل أو التجزئة بل هو أساس علم النفس وقوام
نشأته والذي ورد به العديد من التعريفات للانفعالات وليس تعريف واحد أقر به كافة
المتخصصين وأجمعوا عليه مما يبين مدى بلغته الانفعالات من مبلغ عظيم في البحث
والدراسة من قبلهم.
مكونات الانفعالات
يمكن
التعرف على طبيعة الانفعالات من خلال فهم مكوناتها إذ أنها مثلها مثل كافة الظواهر
النفسية تلك المكونات تتمثل فيما يلي:
1- المكونات
البيولوجية: يقصد بها العوامل الوراثية والعصبية
والجينات وإفرازات الغدد الصماء ذات التأثير البالغ في مزاج الشخص وحالته النفسية.
2- المكونات المعرفية:يشمل الجانب المعرفي لدى الإنسان من إشارات لفظية ولغة، وإشارات غير لفظية مثل الإدراك ولغة الجسد، الذاكرة والجوانب الغير معرفية مثل الدافعية
3- المكونات البيئية: يقصد بها العوامل المادية والاجتماعية المؤثرة في مشاعر الفرد وسلوكياته واء بالإيجاب أو السلب.
مراحل الانفعالات
يمر
الاسلوك الانفعالي للإنسان بمراحل مختلفة متكاملة ومتداخلة فيما بينها ولعل أبرز
تلك المراحل هي ما سوف نذكره في النقاط التالية:
1- مرحلة
التقدير: يصدر فيها الفرد حكماً على المثيرات
سواء كانت فرحاً أو خوفاً أو غيرها من المشاعر الأخرى.
2- مرحلة
الإدراك: يحدث فيها أن يصبح المرء مدركاً
لطبيعة الموقف الذي أدى إلى إثارة انفعاله.
3- مرحلة
التعبير: يحدث بها تغيرات فسيولوجية داخلية
تساهم وتهيء الإنسان لاتخاذ الموقف الملائم مع ما يمر به من انفعال.
4- مرحلة
العمل: يقوم بها الشخص بتنفيذ ما هيأته إليه
مرحلة التعبير مثل الهرب، الهجوم، الابتسام، أو الضحك.
أسباب الانفعالات
دوماً
ما ترجع الانفعالات التي يمر بها الإنسان إلى أسباب داخلية وخارجية هي ما أدت إلى
ما يصل إليه من تقلبات مزاجية وحالة عصبية، وسوف نتطرق في النقاط التالية إلى
إيضاح وذكر تلك الاتفعالات:
1- العوامل
الوراثية: ما يدل على أن أحد أفراد العائلة
كالوالدين لديهم عصبية زائدة.
2- المشاكل
النفسية:
التعرض للمشكلات
الحياتية مثل الضغوط الحياتية والقلق والاكتئاب، كما تعد مشكلات العمل والروتين
وما يترتب عنها من ضغط نفسي وعصبي.
3- ارتفاع
معدل الادرينالين: يترتب عليه سرعة الانفعال والعصبية
الشديدة، والسبب في ارتفاع الادرينالين غالباً هو السعادة الزائدة أو العصبية
الزائدة.
أهمية الانفعالات
للانفعالات
وظائف وفوائد كثيرة حيث تساهم في تنظيم الخبرات الحياتية وتوقع ما يمكن أن يتخذه
الأفراد الذين نتعامل معهم في المواقف المختلفة، وفي الفقرة الآتية سوف نذكر أهم
وظائف الانفعالات:
·
التنفيس عما يتولد داخل المرء من
مشاعر وطاقة متولدة داخل الجسم والتي ينتج عنها إن تم كبتها وعدم التعبير عنها
بالتصرفات سلوكيات عنيفة مؤذية لصاحبها ومن حوله.
·
أن يشعر الإنسان وكأنه إنسان ليس مثله
مثل الجماد الساكن يل هو يتأثر بمن حوله ويؤثر فيهم أيضاً.
·
من خلال التعبير عن الانفعالات يصبح
المحيطين بالإنسان قادرين على توقع رد فعله تجاه الكثير من الأمور مما يجعلهم
قادرين على تفادي ما يثير غضبه، وحينما يحزن أو يبدو عليه انفعال خوف أو غضب
يتمكنون من مساعدته وإخراجه مما هو فيه.
انفعال الغضب
الغضب هو نوع من أنواع الانفعالات التي
يترتب عنها التغير في المشاعر والذي ينتج عنه ارتفاع معدلات ضربات القلب وارتفاع
مستوى ضغط الدم بالجسم، وقد تم وضع أسباب مختلفة يترتب عليها شعور الإنسان بانفعال
الغضب ومن أبرزها حدوث مشاجرة ومشادة في الحديث مع أشخاص محيطة بالإنسان،
أو فقد شيء غالي على الإنسان وعزيز عليه.
وقد
ذكر علماء النفس أن أغلب من يعاني من انفعال الغضب المفرط والمتكرر يرجعون السبب
في تلك الحالة إلى أمر قد حدث لهم وليس شيء نابع من داخلهم، حيث دوماً ما يجد
الشخص الغاضب مبرراً لغضبه متصلاً بسلوكيات شخص آخر.
وقد
علق الفلاسفة اليونان في العصور القديمة عن الغضب حيث اعتبر البعض منهم الغضب
الجامح درب من دروب الجنون، وأنه لابد من السيطرة عليه والتحكم به
وألا يطلق الشخص العنان لتلك المشاعر التي قد ينتج عنها عواقب وخيمة، وقد
أرجع أرسطو بعض أسباب الغضب إلى شعور المرء بوقوع الظلم عليه والذي يعد نقيضه لديه
انعدام الإحساس، ولم يشير الفلاسفة القدماء إلى غضب المرأة فيما يرمز إلى رؤيتهم
أن غضب الرجل أسرع وأقوى من المرأة.
الانفعالات في القرآن الكريم
وفيما
يتعلق بالانفعالات من المنظور الديني فقد ورد الحديث عن الغضب والغيظ وضرورة
التحكم بهما وقد ذكرت الكثير من النصوص القرآنية الغضب عند المؤمنين وكذلك
الأنبياء حيث قال تعالى في سورة آل عمران الآية 134 (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي
السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
(
كما
ذكر جل وعلا غضب نبيه موسى عليه السلام ضد قومه حينما وجدهم يعبدون العجل وقد ذُكر
ذلك في القرآن الكريم في قوله بسورة الأعراف الآية 152 ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا
الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ )
ومن
بين العبادات السامية في الإسلام التي أكد عليها الله عز وجل ورسوله الكريم كظم
الغيظ ومقاومة الغضب من خلال مسامحة الناس والعفو عنهم حين المقدرة حيث قال الرسول
صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب (
وكما
ذُكر كظم الغيظ بالقرآن الكريم والحلم والعفو في الكثير من الأحاديث النبوية
الشريفة وهو الأمر ذاته في كافة الأديان السماوية أو غير السماوية إذ يعد في
الديانة المسيحية من الخطايا المميتة السبع، كذلك في الهندوسية والبوذية
واليهودية، ولعل من أبرز الانفعالات التي قد تصل حد المرض انفعال الاشمئزاز،
وحساسية المشاعر المفرطة بالحزن تجاه أبسط المواقف.