الاستماع الجيد
في عالم يتسارع فيه الحياة، يظهر السحر الأبيض، الذي يعبر عن مهارات مثل الاستماع الجيد، كميزة نادرة. نحن نشهد فقدانًا لتلك المهارات التي كانت تلعب دورًا أساسيًا في بناء العلاقات الاجتماعية. نشعر بأننا لا نملك الوقت الكافي لفهم مشاعر وأفكار الآخرين، وبالتالي نفتقد القدرة على الإصغاء بعمق.
الإنصات الجيد يمكن تعريفه كلاستماع مع
القدرة على فهم ما وراء الكلمات، وقراءة لغة الجسم، وتقمص اللهجة العاطفية. يعتبر
الإنصات سمة من سمات التحضر ويسهم في بناء علاقات صحية. يقول أوليفر ويندل هولمز
الابن، قاضٍ في المحكمة العليا الأمريكية، إن أحد أكثر الطرق فعالية للتقرب من
الآخرين هو الاستماع بهم بتفهم وتعاطف.
تسبب السرعة الزائدة في حياتنا في
فقدان تدريجي للإصغاء الجيد وتعاطفنا. يظهر الجميع على عجل، ويشغلون وقتهم بشكل
متسارع، مما يجعل من الصعب قراءة ما يحدث خلف الكلمات أو بين السطور. الوقت يهيمن
علينا، ونجد أنفسنا فريسة لسوء الظن بالآخرين بسبب استباق الفهم وقلة التفاهم.
الإنصات الجيد يلعب دورًا مهمًا في فهم
الآخرين وبناء علاقات صحية. يتطلب الأمر الوقت والاهتمام الحقيقي لفهم مشاعر
وأفكار الآخرين. يجب علينا أن نعيد النظر في استخدام وقتنا ونمنح الإصغاء الجيد
والتعاطف الفرصة للتألق في علاقاتنا الاجتماعية.
إن تعزيز فن الإصغاء الجيد يتطلب منا
إعادة النظر في آليات التفاعل مع الآخرين. إليك بعض الطرق التي يمكننا من خلالها
تعزيز هذا الجانب الإنساني الهام في حياتنا:
1. الوقف التام: قم بوقف نشاطك
وأعطِ الآخرين انتباهك الكامل عندما يشاركونك حديثهم. قم بإيقاف الأنشطة المتعددة
وركز تمامًا على الشخص الذي يتحدث.
2. عدم الانقطاع: تجنب
الانقطاعات المتكررة خلال المحادثة. اترك مساحة للشخص الآخر ليعبر عن أفكاره
ومشاعره دون تدخل متكرر.
3. تجنب الحكم المستعجل: قبل
الحكم على كلام الآخرين، انتظر حتى تتمكن من فهم سياق الحديث بشكل أفضل. تجنب
الحكم المبكر قدر الإمكان.
4. التأكيد والاستماع الفعّال:
استخدم التأكيدات الإيجابية والاستماع الفعّال لتظهر اهتمامك وتعاطفك مع الآخرين.
مثل "أفهمك جيدًا" أو "شكراً لمشاركتك هذا".
5. الابتعاد عن الانشغال: قاوم
إلهاء نفسك بأمور أخرى أثناء المحادثات. الاهتمام الكامل يعزز فهمك ويعكس احترامك
للآخر.
6. التعبير عن الفهم: قم بملخص
ما قاله الشخص بطريقة تظهر أنك قد فهمته. هذا يُظهر اهتمامك الحقيقي بالمحادثة.
7. التعلم من وجهات النظر: كن
مستعدًا لفتح ذهنك والتعلم من وجهات نظر الآخرين. لا تغلق باب التفاهم بسبب
الاختلاف.
8. المرونة اللغوية: اتبع لغة
غير مهاجمة واستخدم كلمات تظهر احترامك وفهمك العميق للمحادثة.
9. الممارسة الدورية: قم بتطوير
مهارات الاستماع الخاصة بك من خلال الممارسة الدورية. كلما زادت مهارتك، زاد
تأثيرك الإيجابي على العلاقات.
10. العفوية والطيبة: تجنب
الانفعالات السلبية وابتسم. العفوية والطيبة تجعل الآخرين يشعرون بالراحة والقبول.
بتبني هذه العادات، نستطيع إعادة إحياء
السحر الأبيض في حياتنا اليومية وتعزيز الروابط الاجتماعية بشكل إيجابي.
المراجع
1.
تهذيب اللغة للأزهري .
2. الكافي لابن قدامة .
3. كتاب السحر بين الحقيقة والخيال للدكتور أحمد ناصر الحمد .
4. التفسير الكبير للرازي .