الحرب العبثية:

الحرب العبثية: من بني عبث إلى بني… أوف!
إذا كان ألبير كامو و سورين كيركجور قد تحدثا عن العبثية في الفلسفة، فإنني – من أول سطر – أرفع يدي معترضًا، لا يا سيدي، العبثية نحن من اخترعها… نحن العرب، وبالأخص قبيلة "بني عبث" الشهيرة! هذه القبيلة العظيمة بدأت مسيرتها المجيدة من الشمال إلى الشرق، ثم من الشرق إلى الجنوب، وبعدها قالت: "ما خدتش لفة كاملة!" فاتجهت للغرب، وفي النهاية، استقرت في قلب الأمة… فاستوت على نار هادئة، كالحمص بالطحينة. لكن اعتراضي الحقيقي هو على ما يُسمى "عقدة الخواجة". لماذا حين يتكلم فيلسوف أجنبي نصفق له ، و نحاول أن نتبعه ، بينما حين يُصرّح سواق تاكسي عندنا بحكمة، نقول له: "خليك في الربع نقل بتاعك؟!" المهزلة الكبرى: من كرنبة إلى النتن (يا) هو نبدأ الحكاية من بدايتها… كرنبة (ونقصد هنا "ترمب") طلب بلُطف من النتن (يا) هو أن "يهدي اللعب شوية" في غزة، ويأجّل الضرب على إيران، فقط ريثما تُضبط الأمور ويتم توقيع اتفاق نووي جديد. مع إنه، طبعًا، إسرائيل عندها مفاعل ديمونة شغال بنظام "خدمة ذاتية"... بس دا موضوع تاني. لكن النتن، الذي هو يا هو الابن الشرعي للعنف العشوائي"، لم يسمع الكلام، وراح ضارب إيران! ضربة موجعة، آه يا راسي، فقتل قادة كبار وعلماء ذرة وفتح باب جهنم. و هو شيء قد تعودته اسرائيل من قبل مع حزب الله . لكن إيران قالت: "عليّ وعلى أعدائي!" وضربت ضربة أولى خفيفة كأنها تقول "السلام عليكم"، ثم أتبعوها بضربة تانية… مؤلمة جدًا. راح فيها أكتر من 15 قتيل و245 مصاب، غير المفقودين تحت الأنقاض. لدرجة إنك تظن أن "بات يام" بقت "غزة 2" – النسخة المعدّلة! و ربنا يزيد و يبارك ، فالعدوان على عزة استمر 21 شهر ، و الكل نيام في الغرب و الشرق ، أما الآن فقد استيقظ الجميع و طالبوا بالصلح بن الطرفين من غير محكمة . النتن بعدها عمل زي أم العروسة لما تكتشف أن الجاتوه خلص قبل ما الضيوف يوصلوا، وبدأ يولول ويستغيث بأبوه غير الشرعي – كرنبة! لكن كرنبة قال له بمنتهى الصراحة: "الدعم آه، بس الحرب… نوووووه!" – مع الاعتذار للأغنية طبعًا. كرنبة ورفقاؤه في حرب المصالح! الحقيقة أن كرنبة عنده مشاكل من هنا للصين، حرفيًا. لو سحب قواته من شرق آسيا، الصين هتضم الأرض وتعملها حديقة باندا. وروسيا، رغم دعمها لإيران في حرب أوكرانيا، قالت: "مش وراكم… بس ممكن نبعت لكم كام صاروخ… كده، من باب العِشرة." , لهذا، وبسبب هذه العبقرية في إدارة الفشل، أرشح كرنبة لنيل جائزة "نوفل"، وليس "نوبل". هذه الجائزة اخترعها العبقري خالد خيري – سواق التاكسي السابق، والربع نقل الحالي – والذي منح أول جائزة لأحمد وجدان، الزوج الأسطوري لثلاث نساء من ثلاث قارات ( دار السلام ، عايدين ، السيدة زينب ). خاتمة عبثية منطقية وفي النهاية، كرنبة لم يساعد النتن (يا) هو، مش حبًا في السلم، ولكن لأنه يخاف الفضيحة. فبعد فيتنام، وأفغانستان، والعراق، أمريكا لا تتحمل هزيمة جديدة… خصوصًا إذا كانت في بث مباشر على السوشيال ميديا. كرنبة رجل ديمقراطي، رأسمالي، خبير في الشو الإعلامي… المهم عنده "المصلحة"، ولتحترق الدول التي تتحداه، والدول التي تخاف منه، وحتى الدول التي تقف في صفه. يعني باختصار… عبثية؟ لا يا عزيزي، نحن أصل العبث، وبني عبث… قبيلتنا!

مدونة فكر أديب

مرحبًا! أنا كاتب متحمس للاكتشاف والتعلم، وأجد الإلهام في تفاصيل الحياة. أحب القراءة والغوص في عوالم جديدة من خلال الكتب، والكتابة تعبر عن أفكاري ومشاعري. تجربتي الطويلة قد أكسبتني ثراءً في الفهم والتحليل. أنا هنا لمشاركة تلك الخبرات والتفاصيل الجميلة مع الآخرين. دعونا نستمتع معًا بسحر الكلمات والأفكار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال