التدخين و الأنوثة
- تداول الشيشة بين
النساء في المقاهي :
أثناء تواجدنا في إحدى مقاهي ساحة الصفا
بالكويت، شهدنا منظرًا غريبًا حينما جاءت نادلة فلبينية تحمل شيشة، حيث كان حجرها
مغطى بالقصدير. ظننا في البداية أن أحد زملائنا قد طلبها، ولكنها تجاهلتنا وانتقلت
إلى طاولة أخرى حيث كانت هناك ثلاث نساء. لم نعط الموقف أهمية خاصة، حيث يسود مبدأ
الحرية الشخصية.
بعد أسبوع، كان المنظر مكررًا في مقهى آخر في
الفروانية، ولكن هذه المرة كان النادل مصريًا . أثار هذا المشهد
استغرابنا، وقررنا التحقيق من النادل، الذي كشف لنا أن هؤلاء النساء زبائن دائميات
يأتين كل يوم خميس لتناول الطعام وشرب الشاي وتدخين الشيشة.
رغم حقهن في اختيار أفعالهن، إلا أن المشهد كان
غريبًا بالنسبة لنا. في زمن يسود فيه مبدأ المساواة وحقوق النساء، كان من المفترض
أن يكون المشهد أمرًا عاديًّا، ولكن استغربنا من الاستمرارية والتكرار.
عندما عدت إلى المنزل في المساء ، قابلت مصادفة
دكتور أعرفه و يعرفني ، و بعد السلام و نحن سائران إلى المصعد ، سألته عن
التدخين ، فنظر إلي مليا ، و سألني : هل تدخن ، فأجبته بالإيجاب ، قال لي
سأكتب لك أسماء بعض الكتب لتعرف التدخين و أضراره.
في اليوم التالي ، وجدت الحارس في انتظاري ،و هو
هندي ، اعتقدت أنه يريد شيئا ، و كنت قد أعطيته شهريته عن النظافة ، و عن غسيل
السيارة ، و لكن بوجهه الصبوح أعطاني الورقة ، و قال لي أن الدكتور طلب منه
أن أعطيك هذه الورقة .
تصفحت الورقة فوجدت فيها أسماء كتابين ، بحثت
عنهما في مكتبة المدرسة ، فلم أجدهما ، و قررت أن أذهب إلى المكتبة، و بالفعل وجدت
كتاب منهما، أخذت أتصفح فهرسه لأصل إلى اضرار التدخين ..
كانت الاوراق التي بين يدي تحكي تاريخ التدخين
منذ أن بدأ، ثم الأدوات المستخدمة في التدخين ، ثم أنواع التبغ.
خلال قراءتي، اكتشفت بشكل واضح أن التدخين يؤثر
بشكل كبير على الصحة. ليكون لدينا قدرة على مواكبة التحولات في الحياة الاجتماعية،
يتعين علينا فهم الآثار الصحية والاجتماعية للتصرفات المختلفة. علينا أيضًا أن
نأخذ في اعتبارنا التوجيه والتوعية حول مخاطر التدخين.
- الآثار الصحية للتدخين:
أثناء التحول إلى الجزء المهم الذي أردت التركيز عليه
حول الأضرار التي يسببها التدخين للمدخن، اكتشفت نتائج صادمة:
1. التأثير على
الأسنان:
التدخين يؤثر
سلبًا على الأسنان، حيث تتحول من لون اللؤلؤ الأبيض إلى اللون الأصفر والبني. حتى
بعد محاولات عديدة باستخدام معجون الأسنان، يظل التأثير مستمرًا، وهو يتسبب في
تقليل تدفق الدم في اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان، مما يجعلها أكثر عرضة
للإصابة بالتهابات.
2. التأثير على
الحلق:
التدخين يلحق
ضررًا بالحلق، حيث يسبب زيادة في التهاباته. يتسبب الدخان في تهيج أنسجة الحلق،
مما يؤدي إلى التهابات مستمرة وتأثير سلبي على جهاز المناعة. ذلك يجعل التهاب
الحلق لدى المدخنين أكثر حدة ويمتد لفترات زمنية أطول.
3. التأثير على
الشفاه:
حركة شفط
السجائر تؤدي إلى زيادة التجاعيد في الشفتين، مما يجعلها تظهر عابسة وصارمة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التدخين إلى تغيير لون الشفتين إلى اللون الأزرق بسبب نقص
التأمين الكافي للأكسجين إلى الأوعية الدموية.
4.
التأثير على العيون:
يزيد التدخين من ضغط
العين ويزيد من خطر الإصابة بمرض الجلوكوما. يؤثر التدخين المستمر على خلايا شبكية
العين وألياف العصب البصري، مما يتسبب في تدهور التركيز وقوة النظر، ويمكن أن يؤدي
في النهاية إلى فقدان البصر.
5. التأثير على الجهاز التنفسي:
عند استنشاق دخان التبغ،
تتسلل المواد الكيميائية والمسرطنات إلى رئتينا، مما يمكن أن يتسبب في تلف الحمض
النووي داخل خلايا الشعب الهوائية. يمكن للجسم إصلاح بعض هذا الضرر، ولكن مع مرور
الوقت، يصبح الضرر غير قابل للتصحيح، مما يزيد من احتمال تكون الخلايا السرطانية.
6.
التأثير على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب:
يسبب التدخين
ارتفاعًا فوريًا في ضغط الدم، وزيادة في معدل ضربات القلب. يقلل أيضًا من تدفق
الدم من القلب، مما يزيد من فرص حدوث مشاكل صحية طويلة الأمد، مثل أمراض القلب
والأوعية الدموية.
هذه النتائج تكون قاسية وتظهر جلية خطورة عادة التدخين
على الصحة الشخصية، مما يبرز أهمية التوعية والابتعاد عن هذه العادة الضارة.
- التأثير على الحمل والجنين:
يُعَدّ التدخين إحدى العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل كبير على تأخر الإنجاب وضعف الخصوبة. يُمكن أن يكون التدخين سببًا مباشرًا للعقم في بعض الأحيان نتيجةً لاحتوائه على مواد سامة تلعب دورًا غير مباشر في التأثير على الخصوبة وقدرة الإنجاب.
كما يُساهم في
زيادة فرص وقوع سن اليأس المبكر لدى النساء. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التدخين سلبًا
على قدرة الرجل على إنتاج الحيوانات المنوية بشكل صحي، مما يؤدي إلى تقليل الخصوبة
الذكرية.
التدخين أثناء فترة الحمل يمكن أن يسفر عن انخفاض وزن الطفل عند
الولادة، وزيادة حالات الولادة المبكرة، وزيادة في نسبة الوفيات بين الرُّضّع.
يُمكن أن يكون له تأثيرات طويلة الأمد على صحة الطفل، مما يتسبب في زيادة فرص
الإصابة بالأمراض التنفسية، والتأخر في التعلم، ومشاكل النمو الجسدي.
- التأثير على المظهر الشخصي
يلعب التدخين دورًا سلبيًا في نضارة وحيوية البشرة، حيث يؤثر أول أكسيد الكربون على نسبة الأكسجين في الدم، مما يجعلها تظهر أكثر شحوبًا.
مظهر الفم:
- يقترب لون الأسنان من اللون
الأصفر، وتظهر اللثة بلون قاتم، ويُسرع من فقدان الأسنان.
صوت المرأة:
- يصبح صوت المرأة أكثر خشونة نتيجة لتهيج الحنجرة والحبال الصوتية.
هذه هي
الآثار التي خرجت بها خلال قراءتي المتأنية، وقد دفعتني للابتعاد عن عادة التدخين.
بل أنصح أيضًا الأشخاص الذين يدخنون بالتفكير في ترك هذه العادة الضارة.