حبيبة القلب عنايات
عندما قابلت عنايات، كان الصيف قد انتهى وعادت من أيام قليلة، وجبهتها سمراء، وجلدها متسلخ من أشعة الشمس. جلست أمامي في كازينو على حافة النهر، عينيها نصف مغلقتين من لذة الماء المالح ورائحة أعشاب البحر.
كانت علاقتنا شبه
منتهية، نحاول إنقاذها بكل الوسائل الممكنة. رأيت نظرتها المتعبة تتجول بين
الأكواب الفارغة على المائدة، وكأنها تغرق في بحر من الذكريات. لكن عندما عبرت عن
رغبتها في لقاء أسبوعي، كنت مترددًا بشدة، اخترت الكذب وتلفيق أسباب غير مقنعة.
أنا كاتب بلا خجل،
لكنني أجد نفسي أختنق إذا نطقت بكلمة صدق. في يوم من الأيام، قررت أنها ليست
بحاجتي، وكرهت رائحة الملح وأعشاب البحر. نهضنا معًا وعانقتها، شعرت بحبيبات الرمل
تلتصق بجانبي فمها وعنقها وثيابها.
انتظرت في بيتي مع اقتراب الشتاء، كانت علاقتنا قد انتهت برفقة عنايات والصيف وأرياح البحر. اللحظات مضت كأيام لا تنتمي إلى أي موسم، ربما كان هناك فصل خامس يولد، بلا طعم ورائحة.
قتل الوقت كان هدفي
الوحيد، بتلك الكذبات التي تُشعل الخيال وتمحو الوحدة. استمتعت بليالي الشتاء، لم
أرهم ولكن سمعت أصواتهم. في زمن البرد، كان الناس يعبرون الشارع بخطى ثابتة، لوحات
حية ترسمها أصواتهم ورجفة البرد.
قد توقف النهر تحت
قدمي، وتسللت رجفة البرد في كلمات الناس. وأخيرًا، شعرت بأنني أمام شتاء حقيقي،
ارتديت ملابسي وبدأت زياراتي الشتوية. لكنني خشيت من مواجهة عنايات مرة أخرى،
برائحة الملح الأبيض وأعشاب البحر، ونلعب لعبة النقاط، متذكرين أن نغلق المربعات.
العبرة
الإنسان بحاجة إلى
الحب أولًا ليملأ به روحه، ثم يجد وسيلة لقضاء وقت الفراغ.