أكاذيب إسرائيل

أكاذيب إسرائيل
ها هي إسرائيل تُخرج من جُعبتها أكذوبة جديدة، أطلقها هذه المرة وزيرها الصهيوني موسى ديان، الذي قرر أن يُهدد العرب على طريقته المسرحية: إذا لم تسمح الجمهورية العربية المتحدة بمرور سفن إسرائيل عبر قناة السويس، فإن إسرائيل ستحتل سيناء من جديد، وتُعيد مشهد عدوان 1956 وكأنها تعرض شريطًا مُعادًا في سينما رديئة. واختارت إسرائيل – ويا للمفارقة – أن تطلق هذه الكذبة في أجواء احتفالات العرب بثورة 23 يوليو، ظنًا منها أن الضجيج سيجعل الناس يبتلعون الوهم. لكنها لم تدرك أن الجماهير تعرف جيدًا أن هذه الأكاذيب ليست إلا بالونات هواء ساخن، غايتها التغطية على عجز إسرائيل وخوفها من المواجهة. ولأن إسرائيل بارعة في بيع الوهم، راحت إذاعتها في تل أبيب تتحدث عن "نجاح" معركة سيناء 1956، وكأنها نصر عظيم! تجاهلت عامدة أن جيشها لم يصمد أمام كتيبتين مصريتين إلا بعد أن هبّت بريطانيا وفرنسا لإنقاذه. ومع ذلك تصر على تصوير الهزيمة في ثوب النصر، وتلوكه أمام جمهورها كأنه إنجاز تاريخي. لكن الرد جاء واضحًا: الرئيس العربي الكبير لم يترك لإسرائيل فرصة التمويه، فأعاد التذكير باعترافات قادتها أنفسهم بهزيمتهم في سيناء، وبأن جيشهم الذي انهزم بالأمس أمام قوات محدودة، لن يصمد اليوم أمام قوة عربية موحدة تضاعفت قدراتها. وجاءت الاستعراضات العسكرية في القاهرة والإسكندرية لتؤكد للعالم كله أن "الجيش الذي لا يُقهر" ليس إلا جيشًا من ورق. إنها أكذوبة ضخمة، انكشفت بسرعة، لتضاف إلى سلسلة طويلة من الأكاذيب التي يحترفها المشروع الصهيوني منذ نشأته. فإسرائيل منذ أن وُلدت وهي تعيش على الوهم: • تدّعي أنها دولة واحدة متساوية الحقوق، بينما ينهشها صراع داخلي بين يهود الشرق ويهود الغرب. • تزعم أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، بينما يعرف الجميع أنها قامت على عصابات ومهاجرين مسلحين. • تقول إن لها حقًا تاريخيًا في فلسطين، بينما لم تعرف هذه الأرض إلا بالاغتصاب ولسنوات معدودة مقارنة بجذور العرب الكنعانيين. • تدّعي التفوق الحضاري والاقتصادي، بينما هي تعيش على المعونات والتبرعات الصهيونية القادمة من أوروبا وأمريكا. • تصرخ بأنها الضحية المعتدى عليها، بينما العالم كله يشهد أنها المعتدي الدائم، وأن وجودها ذاته منذ 1948 عدوان سافر على التاريخ والجغرافيا والعدالة. أما أطرف الأكاذيب فهو زعمهم أن كل يهودي في العالم "نقي الدم"، من سلالة بني إسرائيل، بينما الوجوه والسحنات والملامح تكشف الحقيقة: خليط بشري من كل بقاع الأرض لا يجمعه سوى وهم العقيدة الصهيونية. ويتمادى أبناء صهيون في ترديد أن العبقرية البشرية كلها صناعة "العقل اليهودي"، وكأن البشرية لم تُنجب إلا بضعة أنبياء المال والمضاربة. متناسين آلاف العلماء والفلاسفة العرب وغير العرب الذين صنعوا حضارات راسخة لا تزال شاهدة على أن "العقل اليهودي الخارق" مجرد خرافة دعائية. ثم يأتون في النهاية ليعيدوا الأسطوانة المشروخة: "سنغزو الجمهورية العربية المتحدة". وكأنهم يظنون أن أحدًا سيصدق هذا الادعاء الفارغ. الحقيقة أن العالم كله لم يعد يصدق إسرائيل… حتى إسرائيل نفسها لم تعد قادرة على تصديق أكاذيبها!

مدونة فكر أديب

مرحبًا! أنا كاتب متحمس للاكتشاف والتعلم، وأجد الإلهام في تفاصيل الحياة. أحب القراءة والغوص في عوالم جديدة من خلال الكتب، والكتابة تعبر عن أفكاري ومشاعري. تجربتي الطويلة قد أكسبتني ثراءً في الفهم والتحليل. أنا هنا لمشاركة تلك الخبرات والتفاصيل الجميلة مع الآخرين. دعونا نستمتع معًا بسحر الكلمات والأفكار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال