الصهيوني الدجال:

الصهيوني الدجال: ملك إسرائيل الأخير أم مقاول هدم غزة؟
كنتُ على وشك أن أضع عنوانًا أكثر وقاحة: "اليهودي الدجال". لكنّي تراجعت احترامًا لليهودية الحقيقية؛ تلك التي نزلت وحيًا ثم اندثرت في دهاليز التاريخ، ولم يبق منها إلا نفر قليل منسيّ. أما صاحبنا "الصهيوني الدجال"، فليس نبيًّا ولا مخلّصًا، بل مجرد مندوب مبيعات للوهم الشيطاني ، يحمل عرشًا ذهبياً متآكلاً ويعرضه في المزاد كأنه ملكوت أبدي ، و إذا كانت وصلت لجولد مائير ، و وزير حربيتها موشى ديان الذي ترى في مصر . يزعم أنه يخلّص اليهود من "العالم المعادي للسامية" ( مع أن من يقتلهم أيضا هم ساميون ، بينما هو في الحقيقة لا يخلّص إلا حسابه البنكي، ولا يعبد إلا كرسيه السياسي الذي لن يدوم . المسرحية الكبرى: إسرائيل العظمى أم كرتون الحروب؟ منذ وعد بلفور حتى وعد بايدن، لم يتوقف الدجال عن ترديد نشيد: "إسرائيل الكبرى". لكن الواقع يسقطه من خشبة المسرح: • لا هزم حماس، • ولا أخضع حزب الله، • ولا أخاف إيران، • بل حتى حجارة نابلس جعلته يتصبب عرقًا. • بل إنه يختئ هو وعصابته في ملجأ تحت سابع أرض . حاول أن يتقمص دور الإسكندر المقدوني، فإذا به نسخة كاريكاتورية من نيرون، يحرق مدينته بيديه. يتأرجح بين بايدن العجوز وترمب السمسار، مثل مهرّج يبحث عن من يقرضه دبابة أو يسعفه ببضعة مليارات من نفط الخليج. من جنرال إلى مقاول هدم التاريخ لا يرحم العاجزين، فقرر "النتن الصهيوني" أن يبدّل اختصاصه: من "جنرال مهزوم" إلى مقاول هدم يتباهى بقدرته على هدم بيوت النساء وقتل الأطفال. لكن حتى في هذه المقاولة الرديئة فشل؛ فالمقاومة تردّ عليه بصواريخ، والعالم يشاهد "الجيش الذي لا يُقهر" وهو يُقهر يوميًا. ولئن كان التتار قد حاصروا بغداد من قبل ، ومحاكم التفتيش أحرقت الأبرياء في أسبانيا ، وهتلر الذي غزا أوروبا ، و أحس بغدر اليهود المزمن ، فحرقهم في الهولوكست ، فكل أولئك – رغم وحشيتهم – صنعوا إمبراطوريات عظيمة ( صحيح أنها انمحت بموتهم . أما دجالنا، فلا يصنع إلا مقابر جماعية، وبطولات ورقية لا تصمد أمام دراجة نارية في جنين. أوهام المستقبل: من التهجير إلى مدن الملاهي ربما يخرج قريبًا بمخطط عبقري جديد: تهجير الفلسطينيين إلى إفريقيا، ورشوة حكامها ببضعة مليارات، ثم إعلان أن فلسطين "أرض بلا شعب"... إلا من الأشباح. وقد يقترح صفقة تبادل سكاني: الفلسطينيون إلى أمريكا، مقابل استيراد اليهود الأمريكيين المتشردين لبناء جيشه الخارق... ذلك الجيش الذي يتعثر أمام حجر طفل في الخليل! أما نسخة ترمب الكوميدية، فستحوّل غزة إلى مدينة ملاهٍ عالمية: استثمارات خليجية، إدارة ترمبية، وأرباح للدجال. ثم – كالعادة – يرفس ترمب في مؤخرته حين تنتهي مهمته. ( رغن أن مؤخرة ترمن عريضة ) . النهاية: من فرعون إلى الدجال التاريخ دروس متكررة: فرعون غرق رغم جنوده، نيرون احترق وسط نيرانه، وهتلر انتهى في مخبأ بائس. والصهيوني الدجال ليس استثناءً: • سيسقط كما سقطت الإمبراطوريات الورقية السابقة ، ما سقطت الإمبراطورية البريطانية ، • وسيدوَّن في كتب المستقبل لا كملك مخلّص، بل كـ آخر ملوك إسرائيل الفاشلين، الذي سيحطم شعبه أمام حجارة غزة ، لا أسلحة أمريكا . • نسخة عصرية من فرعون خرج ليغرق، لا ليملك. نسخة أخرى من نيرون الذي احترقه في روما ، نسخة أخرة من هتلر الذي أطلق على نفسه النار في نخبئه تتت الأرض ، نسخة أخرى لكل جبار لا يؤمن بأن لكل ظالم نهاية • أنه يحاول أن يقلد أمريكا في قتل الهنود الحمر ، و ات فشلت هى الأخرى في فيتنام ، و في أفغانستان ، و في اليمن ، و في أوكرانيا ، و في سينما العراق قريبا رغم الاستعانة بداعش ، و من قبله ببن لادن . أما فلسطين، فهي ليست مسرحية هزلية من إنتاج هوليوود كما يظن، بل كتاب مفتوح من التاريخ يبتلع الطغاة واحدًا تلو الآخر... ويتركهم عبرةً لمن يعتبر. و ارجع إلى كتب التاريخ ، و كم تصدت غزة لكل هجوم الصليبين ، و المغول ، التاريخ سوف يسخر من النتن و عصابته ، ، بل سنراهم في جحيم دانتي .

مدونة فكر أديب

مرحبًا! أنا كاتب متحمس للاكتشاف والتعلم، وأجد الإلهام في تفاصيل الحياة. أحب القراءة والغوص في عوالم جديدة من خلال الكتب، والكتابة تعبر عن أفكاري ومشاعري. تجربتي الطويلة قد أكسبتني ثراءً في الفهم والتحليل. أنا هنا لمشاركة تلك الخبرات والتفاصيل الجميلة مع الآخرين. دعونا نستمتع معًا بسحر الكلمات والأفكار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال