سرقة الدكتور

تقدم بخطوات متزنة داخل قسم الشرطة ، و قال الدكتور أيمن وهو يبلغه بسرقة الأجهزة و الآلات الدقيقة التي سرقت منه : المهم في هذه السرقة أن الأجهزة و المعدات التي سرقت مني لا يمكنني أن أعوضها لأنها غير موجودة الان . و أخذ يقص التفصيلات ، فقال :انه تقرر أن يسافر في بعثة إلى الخارج لدة أربع سنوات ، و قرر أن يصحب زوجته معه حيث لا أولاد لهما ، كما قرر ان يقفل العيادة نظرا لارتفاع ايجارها ، و نقل كل أجهزتها و معداتها إلى غرفة واسعة أعلى سطح الفيلا التي يسكنها في العاشر من رمضان . و قال الدكتور أيمن أنه لم يشأ أن بفصل التمورجي " حسن " من خدمته بسبب السفر ، بل عهد إليه بحراسة الفيلا على أن ينوب عن البواب و الخدم كلهم بعد اعطائهم مكافئتهم ، و أن يقيم في البدروم . و جاء حسن و ابنته " سماح " التي تشتغل ممرضة في مستشفى كبير ، و أقاما في البدروم ، و سافر الدكتور أيمن و معه زوجته ، و مر عام واحد ، و اضطر إلى أن يعود وحده لمهمة تستغرق عدة أياما ، و لما وصل إلى الفيلا وجدها في حالة لا يستطيع ، ينام فيها ليلة وصوله ، الليلة السابقة لبلاغه هذا ، و اضطر أن يبيت عند شقيقته في المعادي ، و طلب من حسن التمورجي أن ينظف الفيلا في صباح الغد ، و يعدها ليقيم فيها أيامه التي سوف يقضيها في مصر ، و قال حسن أنه من حظه أن ابنته عليه في الراحة في ذلك اليوم ، و إنها ستعاونه في تنظيف الفيلا . و فوجئ الدكتور أيمن في صباح اليوم التالي بمجيء حسن التمورجي إليه في بيت شقيقته ، و أخبره و هو مذعور ، أنه و أثناء تنظيفه البيت مع ابنته عليه اكتشف سرقة بعض الآلات و الأجهزة الطبية من فوق السطح ، و تبين أن السارق قد جاء عن طريق سطح الفيلا ، و اقتحم عنوة باب الغرفة المطل على السطح و ارتكب السرقة ، ورجح حسن التمورجي أن يكون السارق قد تسلق مواسير دورة المياه على الحائط الخارجي للفيلا . و قال الدكتور أيمن لمعاون المباحث أنه لا يتهم أحدا بالسرقة ، كما أنه لا يشتبه أبدا فالتمورجي الذي قضى سنوات في خدمته أمين ، وهو يرسل إليه راتبه كل شهر عن طريق أخته . و انتقل اليوزباشي عزمي للمعاينة في مكان الحادث حيث وجد حسن التمورجي و ابنته سماح ، و فدمهما إليه الدكتور أيمن ، و تبين معاون المباحث أنـ غرفة السطح لها بابان ، باب يفتح على السلم الداخلي ، و الباب الثاني يفتح على السطح مغطى بطبقة كثيفة من الاتربة ، و قال التمورجي أنه أعتاد التأمين على غرفة السطح صباح كل يوم ليطمئن على سلامة ما فيها ، و إن معه مفتاحها ، و مفاتيح البيت كله ، و قال ردا على سؤال لمعاون المباحث أنه لا يدخل السطح سواء عن طريق باب الغرفة الداخلي أو باب السطح المجاور لباب الغرفة ، و كذلك ابنته سماح لأنه لا يوجد ما يدعو لدخولهما في ، ووجد معاون المباحث باب الغرفة الداخلي مغتصبا بآلة حادة ، و أطل منه على الاتربة الكثيفة التي تغطي السطح . قرر معاون المباحث حجز التمورجي و ابنته أربعة أيام على ذمة التحقيق ، و اتهامه بسرقة الدكتور . ترك الأمر لرجاله للبحث في هذه الجريمة ، وتبين شكوكه حينما علم أن ابنة التمورجي قامت ببيع هذه الأجهزة و الآلات إلى دكتور آخر في القاهرة .

مدونة فكر أديب

مرحبًا! أنا كاتب متحمس للاكتشاف والتعلم، وأجد الإلهام في تفاصيل الحياة. أحب القراءة والغوص في عوالم جديدة من خلال الكتب، والكتابة تعبر عن أفكاري ومشاعري. تجربتي الطويلة قد أكسبتني ثراءً في الفهم والتحليل. أنا هنا لمشاركة تلك الخبرات والتفاصيل الجميلة مع الآخرين. دعونا نستمتع معًا بسحر الكلمات والأفكار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال