و أخيرا تجرأت و تحركت دولة ( جنوب أفريقيا ) على رفع قضية في محكمة العدل الدولية تتهم فيها الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) بارتكاب جرائم حرب ( إبادة جماعية ) .. و العرب في ثبات عميق ، نائمون كأهل الكهف ، بل بعضهم يقدمون المساعدات للكيان الصهيوني .
و لنبدأ القصة من البداية
قسمت فرنسا و إنجلترا أشلاء الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) فيما بينهما ، و كان نصيب إنجلترا فلسطين ( جزء من الشام ) و العراق و ا{دن ، و تأخذ فرنسا ما تبقى من الشام سوريا و لبنان .
و من سخرية القدر أن تهب إنجلترا فلسطين لليهود بوعد بلفور الشهير سنة 1917 كوطن قومي لليهود المشتتون – المكروهون - في دول أوربا ، و بدأ الزحف اليهودي إلى فلسطين ، يبارك هذا الوعد ، قد امتدته إنجلترا و غيرها بالسلاح أملا في البعد عن أراضيها و اقتصادها .. فهاجر الضعفاء أملا في وجود حياة كريمة ، أما الوجهاء و أصحاب رأس المال فظلوا عل حالهم .
من سنة 1917 إلى سنة 1948 استطاع اليهود بقوة السلاح أن ينتزعوا أراضي الفلسطينيين بالقوة ، فقتلوا أصحاب الأرض الحقيقيين ( كما فعل الأمريكان من قبل حينما احتلوا ارض الهنود الحمر ) .
وعندما تنبه العرب إلى خطورة الموقف ، استعدوا لنصرة إخوانهم ( وهم محتلون احتلالا من إنجلترا و فرنسا ) ، و لكن تجمعت الخيانة ( كالعادة ) و الأسلحة الفاسدة التي باعتها هذه الدول المحتلة للآراضي العربية ، و تقدت الجيوش حتى كادت أن تصل إلى تل أبيب ، فطالبت الدول شريكة اليهود بطلب الهدنة حتى توقف تقدم العرب و زحفهم ، و استرداد الأراضي الفلسطينية من هذا العدو الغاشم الذي كان يمارس هوايته تحت أنظار العالم في قتل الأبرياء .
و استمرت الحرب سجال بين العرب و الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) ، ففي 1956 كان الاعتداء الثلاثي على مصر ( إنجلترا و فرنسا و إسرائيل ) و تدخلت أمريكا لوقف الحرب ، و في 1967 تجدد الصراع مرة أخرى ، و انتصرت إسرائيل ، و اختلت أراضي في سيناء و هضبة الجولان ، و سكت العرب عن أراضيهم المحتلة في سيناء المصرية و الجولان السورية ، و في 1973 استطاع السادات بخبرته و حنكته و مهارته أن يقهر الجيش الذي لا يقهر ، و كان من الممكن أن يستمر الزحف المصري إلى تل أبيب ، لولا تدخل أمريكا لوقف الحرب كالعادة ، و استطاع وزير الخارجية هنري كيسنجر ( اليهودي الأصل ) أن يقنع الطرفان بتوقيع معاهدة سلام بينهما في كامب ديفيد .
و انتهت الحروب العربية الصهيونية مؤقتا ، و لكن الكيان الصهيوني لم يهدأ له باله ( فالحلم لم يتحقق بعد ) ، فعاود الهجوم على الفلسطينيين ، في مجازر يندى لها الجبين ، تقتل من تشاء ، و تأسر من تشاء ، حتى امتلأت السجون بأهل فلسطين من قطاع غزة و الضفة الغربية .
و في غفلة من سبات العرب وهب ترامب هضبة الجولان للكيان الصهيوني ، الذي استغل الفرصة ، و طرد أهل الجولان منها ، و بنى المستوطنات بسرعة البرق بمساعدة أمريكا حتى تكون قواعد له .
و في السابع من أكتوبر 2023 أطلقت حماس و المقاومة الفلسطينية عدد من الصواريخ على إسرائيل في محاولة لإيقاظ العالم الغربي و العربي عن الحق السليب ، و تنفيذا لحل الدولتين الذي وعدوا به و لم ينفذ .
و استغل النتن (يا/هو ) الفرصة ، و بواسطة الأسلحة الأمريكية أن يقتل الأبرياء أطفالا و نساء و شيوخ في أروع مجزرة شهدها الوطن العربي ، و يدمر ما يستطيع من بيوت و مستشفيات بحجة و غير حجة ،
لقد استغل ترمب أولا غفلة العرب و عقد معاهدة بين العرب في الامارات و غيرها من دول الخليج ، ليكون العرب إلى جانب الكيان الصهيوني ، اقتصاديا و سياسيا .
و الغريب أن الكيان الصهيوني لم يقف ساكنا ، فهو بين الحين و الحين يعتدي على أهل غزة و بيوتها ، يريد أن يرحلوا إلى الجنوب ، إلى رفح ، لعله بالضغط يستطيع أن يجعلهم يرحلون من رفح إلى سيناء و أهل الضفة الغربية إلى الأردن ، لتخلو له فلسطين كاملة بمباركة العرب الخانعين المقيدين بهذه المعاهدات , و تجددت الحروب مرة أخرى ( اعتذر ) العدوان الصهيوني على أرض غزة ، و أهل القطاع ، بل أمتد إلى الجنوب اللبناني ليحارب حزب الله ، و تمادى في العدوان ، فذهب يضرب كل مكان في الجنوب و الوسط اللبناني بحجة أن إيران تمد يد المساعدة لحزب الله ، و هو يخفي دون شك نيته الحقيقة في الاستيلاء على جنوب لبنان بالكامل تمهيدا لتحقيق حلمه القديم الجديد ،
و ها هو يضرب سوريا المستكينة الرابضة في عرين الأسد بحجة أنه يضرب تجمعات إيرانية موجودة في سوريا المحتلة من روسيا و ايران و تركيا و أمريكا ، و القية تأتي .
لقد حاول من قبل خلال هذا العدوان أن يضرب بعض النقاط العسكرية في مصر عن طريق الخطأ المتكرر ، فكل ضربه يكون عن طريق الخطأ .
أعلن النتن ( يا/هو ) هدفين اثنين من هذا الغزو غير المتكافئ ، أولا القضاء على مقاومة حماس و المقاومة الفلسطينية ، تحرير المحتجزين اليهود الذي أسرهم رجال المقاومة في أول العدوان ، و رغم مطابة شعبه باسترداد هؤلاء الرهائن إلا انه لا يبالي بهم ، و لن يبالي ، أنه يريد أن يحتفظ بكرسي الوزارة ، و هو يعلم و إن طالت المدة على الجيش الذي لا يقهر المقهور أصلا ، أنه واهم ، لن ينقضي على المقاومة مهما فعل ، من ضرب الآمنين ، فعل يستطيع أن يقتل أكثر من مليونين نسمة .
لقد أغلق المعابر جميعا – التي تدخل منها الغذاء و البترول - حتى لا يعبر منها إلى المحاصرين من النساء و الأطفال و العجائز . فإذا لم تقتلهم طائرات أمريكا و أسلحة أمريكا ، فقد يقتلهم الجوع .
و حينما هب في أقصى اليمين من شبه الجزيرة اليمن ( الحوثي ) و أعلن أنه سوف يضرب كل السفن التي تساعد إسرائيل ، انبرت أمريكا في عقد تحالف دولي مع إنجلترا كعادتهما و بعض الدول لتكون ديكور لضرب الحوثي ، الذي أعلن من جانبه أنه يساند أهل غزة ( حتى ولو كانت له أهداف أخرى ) و ذهب الأمريكان و الانجليز في ضرب الحوثي دون جدوى ، و اشتركت بعض الدول الأوربي في تكوين حلف ثان لصد الحوثي ، لكن الحزبين قد فشلا لأن الحوثي بين الفينة و الفنية يضرب سفينة ، حتى تأخذ جميع السفن الطريق القديم الذي كانت تسلكه قبل قنة السويس .
بل كان هناك فكرة إماراتية بإنشاء طريق بري لمساعدة إسرائيل تموينيا ، متجاهلة أن فلسطين عربية ، و الحجة هنا مختلفة ، و هي حجة أمريكية صهيونية و قف تمديد إيران لكل من الحوثي و حزب الله ، هيهات .
لقد مضت إلى الآن أكثر من خمسة شهور ، و الجيش الذي لا يقهر لم يحقق أي هدف من أهدافه ، و لن يحقق ) فالمقاومة رغم قلة السلاح تشتبك مع جنود الكيان في معارك غير متكافئة ، و لكن رجال المقاومة يقتلون ما يقتلون من ضابط و جنود الاحتلال .
نسى بايدن أو تناسى أنه وعد بتقدم المساعدة لأوكرانيا ضد الروس ، و رغم ذلك فالروس يتقدمون خطوة بخطوة في أرض أوكرانيا المنفصلة عن الاتحاد السوفييتي ، و كأن بايدن لم يتعلم من دروس سابقيه ، ماذا فعلوا في فيتنام ، ماذا فعلو في أفغانستان ، ماذا حدث لكل من يحاولون أن يجعلوهم شوكة في خاصرة العرب و غير العرب ، لقد تمرد عليهم داعش و الحوثي ، و قد صنعوهم و لم تصنعهم إيران .
نسى بايدن أو تناسي أنه و عد بحماية تايون ضد الصينيين ، و ها هو يسحب أساطيله واحدة تلو الأخرى ،
و لعل بايدن لم يتعلم من كل هذه الدروس ، فها هو المنتن ( يل/هو ) يتمرد عليه ، و يرفض الحلول التي يقدمها ، و يعض اليد الممدودة له بالمال و السلاح ، و إنه مستمر إلى أن يقضي على حماس و المقاومة ، و هيهات لن يقدر .
و يحاول بايدن و غيره مساعدة اهل غزة عن طريق الجو ، لأن الكيان الصهيوني يمنع دخول المساعدات عن طريق المعابر ، وتذهب هذا المساعدات هباء منثورا ، و هي أساسا لا تكفي بل تقتل البعض .
و السؤال الذي يلح على الذهن : هل تستطيع أمريكا أن تفرض حل الدولتين على الكيان الصهيوني ؟ و هي تعرف جيدا أنها لن تستطيع ، مازالت تقدم الأسلحة التي تعدي بها على أهل غزة و الجنوب اللبناني السوري ,
هل تستطيع أن تقضي على الحلم الصهيوني ، دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل ، و علم إسرائيل يشير إلى ذلك .
هل تقف الدول العربية وقفة الرجال ضد هذا العدو المتغطرس ؟ و هي تعلم أن النتن ( يا/هو ) لن تقف اطماعه عند حد ، أنه مثل العرب يريد أن يحتفظ بالكرسي ، لأنه لو أنهى هذا العدوان وقبل وقف اطلاق النار فسوف يتعرض للمحاكمة و يفقد كرسيه ،
يا لها من معادلة أمريكية صهيونية صعبة .. الحفاظ على سلامة إسرائيل ، و إسرائيل لا ترد السلامة .
إن عدد اليهود في فلسطين يوازي عدد اليهود في أمريكا ، بل أن عدد اليهود في فلسطين يوازي عدد اليهود في أوربا ، و كل لأطراف يريدون أن يتخلصوا من هذا العبء الجاثم على صدورهم .