تصادف كل
إنسان في حياته مفارقات لم تكن في الحسبان ، و يضطر أحيانا للاشتراك في مغامرات لم يكن يتصورها ، و قد طلبنا من فنانة
أن تروي لنا بعض المغامرات التي حدثت لها ، فقالت :
ذهبت مرة
إلى بلاج ستانلي باي في الاسكندرية ، و
خلعت ملابسها ، ووضعتها في كابينة أحد معارفها ، و لم تكد تخرج من الماء ، و تدلف
إلى الكابينة حتى اكتشفت سرقة ملابسها ، و حارت ماذا تفعل ؟ و كيف تسير في الطرقات
؟ و أخيرا استلقت على الرمل حتى جف المايوه ، ثم أخذت تذرع البلاج ذهابا و
إيابا علها تعثر على من تعيرها بعض
الملابس دون جدوى ، و اخيرا عاجت إلى منزلها بالمايوه .
احتيال
لتناول الطعام
و في صيف سنة 1942 سافرت إلى الاسكندرية مع صديقة لها ، و في القطار التقت بأحد معارفها ودعاهما للنزول في شاليه يملكه بجهة سيدي بشر ، وعلى هذا انفقتا ميزانية الفندق على نزهتهما ، و لم يتبق معهما سوى خمسة جنيهات للعودة بها إلى القاهرة ، و في آخر يوم نزلت البحر ، و كانت صديقتها تخفي الجنيهات الخمسة في حقيبة وضعتها في ملابسها ، ولكنها فقدت هذه الحقيبة ، وزاد الطين بلة أن صاحب الشاليه طلب منهما اخلاءه لحضور بعض أقاربه ، و هكذا كان عليهما ان تتسعكا في الطرقات ، و لم يكن معهما سوى أربعة عشر قرشا .
و مضى النهار ، و كل منهما تبحث عن صديق يقرضها مصاريف العودة بلا جدوى ، و اشتد بهما الجوع ، و اقترحت الفنانة أن تحتالا لتناول الطعام ، و على هذا مضت بصديقتها إلى الاكساسيور ، فصادفت هناك بعض المعارف ، و طبيعي أنهم غازلوها ، فابتسمت لهم ، و عندئذ دعوها هي و صديقتها لتناول العشاء ، فلبتا الدعوة ، واقبلتا على المائدة ، وتناولتا ما طاب لهما ، و طلبتا سجاير ، ثم مالت الفنانة على صديقتها ، و همست في أذنها أن تتبعها عندما تنهض ، ثم استأذنت في الذهاب إلى دورة المياه ، و قالت صديقتها إنها سترافقها ، و من دورة المياه انطلقتا تسابقان الريح، حتى بلغتا الطريق العام .
خمسة أيام
حبس
و لم تنته
القصة عند هذا الحد ، فقد ظلت الفنانة و صديقتها
تتسكعان ، حتى عثرتا على أصدقاء جدد ، فأمضتا الليل عندهم ، و لكن هؤلاء الأصدقاء
لم تكن لديهم مصاريف العودة ، و كانوا سيعودون بعد خمسة أيام في إحدى السيارات ، و اضطرت الفنانة و صديقتها
أن تقضيا الأيام الخمسة ، و هما حبيستان في المنزل ، لنفاذ نقودهما حتى عادتا
أخيرا مع أصدقائهما إلى مصر .
و كانت الفنانة
مدعوة مرة للغناء في حفلة اقامتها الأميرة شويكار ، فأعدت فستانا من التل محلى
بترتر مفضض ، و كان الفستان محبوكا و انيقا ، بحيث لفت أنظار جميع المدعوين و
المدعوات ، و قبيل الحفلة ذهبت لزيارة شقيقتها
، و صحبتها هي وزوجها إلى منزل الأميرة، و تعمدت طوال الوقت ألا تجلس لكي لا تفسد
" مكوة " الفستان ، و أخيرا
تعبت من الوقوف ، فجلست على أحد المقاعد ، و إذا بالتل يتمزق ، و الترتر
يتساقط ، واصبحت تقريبا شبه عارية .وانقذت شقيقتها الموقف ، فأعارتها معطفها ، لكي
تعود به إلى المنزل .
العبرة
تنتاب بعض
الفنانين لحظات جنون فيخرج عن المألوف ، و يقوم بمغامرات غريبة غير مأمونة العواقب .