![]() |
حادث بار القط الأسود |
إن قصة الشبان الأربعة المحكوم عليهم في حادث البار ، لها بقية ، إن النيابة تحقق معهم في اتهام قتل جديدة ، فما هي القصة ،أو ما هي بقية القصة .
قفص الاتهام غاص بالمتهمين، المحكمة منعقدة من التاسعة صباحا ، الساعة الآن الواحدة و النصف ، و الحكم لم يصدر.
و هناك في ركن من قفص الاتهام ينزوي أربعة متهمين تنطق في وجوههم بما يعانونه من توتر عصبي ، فاليوم يصدر الحكم النهائي ، الحكم الذي مهدت له المحكمة في جلسة سابقة بإحالة أوراق اثنين منهم إلى المفتي .. ووراء كلمة المفتي ، يكمن الاعدام .
و فجأة وقف
المتهمون الأربعة ، و تعلقت أنظارهم بفم رئيس الجلسة وهو يتلو الحكم بإعدام أحمد المهدي و أحمد عبد القوي ، والاشغال
الشاقة لسيد شحاتة و أمين الغراب ، وانتهت
الجلسة .
ستار يسدل ، وآخر يرفع
و أسدل
الستار على حادث بار القط الأسود ، وعلى مرتكبيه ، أو هذا ما قيل للمتهمين ، و لكن
إدارة مباحث جنوب القاهرة ، كانت تنتظرهم لتقدمهم إلى النيابة في اليوم التالي لصدور
الحكم ، لاشتباهها فيهم في قتل صحفي ،الذي عثر عليه قتيلا في الزمالك صباح يوم .
يبلغ عن الحادث و يتهم بارتكابه
فقد سبق أن قبض على عبد الواحد الرفاعي بواب العمارة التي وقع بها الحادث ، و الذي أبلغ عنه بعد أن ثارت الشكوك حوله عقب وقوعه مباشرة ، ذلك أن المجني عليه كان قد التقط بعض الصور لزوجته قبل الحادث بيوم ، و عثر على الفيلم في شقة المجني عليه ، و كان هناك شك في علاقة غير شريفة بين المجني عليه وزوجة البواب ، و لذا رجح أنه أرتكب الحادث ،انتقاما لشرفه.
و علقت المباحث آمالا كبيرة على البصمة التي عثر عليها بجوار الجثة .
و كانت
الأثر الوحيد الذي تركه الجاني ، و أخذت بصمة البواب ، و لكن النتيجة كانت سلبية ،
و أفرج عنه .
ثم دارت
الشبهات حول شخص يدعى جاد الحق جاد الرب ، كان يتردد على منزل المتهم ، وهرب عقب
وقوع الحادث مباشرة إلى الاسكندرية ، و أسرعت المباحث في أثره ، و قبضت عليه و
أخذت بصماته ، إلا أن النتيجة كانت سلبية، فأفرج عنه .
خادم للعدالة و كشاف جنائي
ثم توالت على النيابة خطابات تحمل توقيعات مختلفة تؤكد أن مرتكب الحادث شخص يدعي أمام عبد الفتاح يعمل مساعدا لصحفي معروف عنه الشذوذ الجنسي .
و لم يكن رجال المباحث بغافلين عن إمام ، فقد قبضوا عليه و على شخص آخر يدعى عبد الرحمن ، و ذلك بعد العثور على صورة لهما بملابس القتيل ، وأعترف الاثنين بصداقتهما له، إلا أن الصداقة لم تصل بهما إلى حد قتله .
و سئل مستر جاد الصحفي الذي يعمل عنده إمام كسكرتير خاص فشهد بحسن سلوكه ، و اكد بذلك بأنه اتخذه كابن له و أوصى له بأمواله بعد وفاته ، كما أكد أنه كان معه بالمنزل ساعة وقوع الحادث .
وتعلقت المباحث بالبصمة التي على المنبه ، و أخذت بصمات كل من سيد شحاته و أمين الغراب ، ولكن البصمة كذبت شكوك المباحث ، و أفرج عنهما .
و ما زال
البحث جاريا عن مر تكب الجريمة .
العبرة
المباحث لا
تمل و لا تيأس في الصول إلى الجاني مهما طال الوقت ، و مهما حاول الجاني اخفاء
معالم جريمته