لعلي أذكر جيدا ما حدث لي في بيت أحد أقاربي
كنت في
الثامنة من عمري حينما ذهبت مع الأسرة لزيارة
أحد أقربائنا ، اذكر يومها إنني على عادة الأطفال ، راق لي أن أدخل حجرة
نوم زوجة قريبي ، وأن أعبث بدولاب ملابسها ، و دخلتها فعلا ، وراحت يداي الصغيرتان
تعبثان بمحتويات الدولاب ، حتى عثرت على
زجاجة صغيرة أغراني فضولي إلى أن فتحها
بعد ان تأكد لي زجاجة كولونيا ، وبينما
أنا أفتحها أنزلقت من بين أصابعي ، ووقعت
على الأرض مهشمة تماما ، وتناثر السائل
الذي بداخلها ، فلطخ أرضية الحجرة بلون أسود ، وامتد الرشاش المتناثر إلى السرير
و الملاءة البيضاء ، لم تكن زجاجة كولونيا كما فهمت ، وإنما كانت زجاجة صبغة ، و سقط قلبي بين ضلوعي ، وخشت من هول الجريمة
التي ارتكبتها ، فتناولت بعض الملابس البيضاء الموجودة بالدولاب ، ورحت أمسح بها ما تناثر على الأرض والسرير من
الصبغة حتى أزيل اثرها ، أقصد آثار
الجريمة ، وفي هذه اللحظة دخل والدي
فرآني على صورتي الحيرة و الارتباك اللتين
كنت واقعا فيهما .
و يومها ،
أعطاني علقة ساخنة جدا ، علمتني هذه العلقة ألا أنسى الخطأ الذي ارتكبته و تماديت
فيه .
من يومها و
أنا أؤمن أن التورط في الخطأ يجر إلى خطأ
أكبر ، و أن الانسان إذا واجه أخطاءه بشيء
من الشجاعة ، فإنه يعفي نفسه من جريمة أخرى ، و بالتالي يستريح.