أول علقة

 

أول علقة

لعلي أذكر جيدا ما حدث لي في بيت أحد أقاربي

كنت في الثامنة من عمري حينما ذهبت مع الأسرة لزيارة  أحد أقربائنا ، اذكر يومها إنني على عادة الأطفال ، راق لي أن أدخل  حجرة  نوم زوجة قريبي ، وأن أعبث بدولاب ملابسها ، و دخلتها فعلا ، وراحت يداي الصغيرتان تعبثان بمحتويات الدولاب ، حتى عثرت على زجاجة صغيرة أغراني فضولي  إلى أن فتحها بعد ان  تأكد لي زجاجة كولونيا ، وبينما أنا أفتحها  أنزلقت من بين أصابعي ، ووقعت على الأرض مهشمة تماما  ، وتناثر السائل الذي بداخلها ، فلطخ أرضية الحجرة بلون أسود ، وامتد الرشاش المتناثر إلى السرير و الملاءة البيضاء ، لم تكن زجاجة كولونيا كما فهمت ، وإنما كانت زجاجة صبغة  ، و سقط قلبي بين ضلوعي ، وخشت من هول الجريمة التي ارتكبتها ، فتناولت بعض الملابس البيضاء الموجودة بالدولاب ،  ورحت أمسح بها ما تناثر على الأرض والسرير من الصبغة  حتى أزيل اثرها ، أقصد آثار الجريمة ،  وفي هذه اللحظة دخل والدي فرآني على صورتي الحيرة و الارتباك  اللتين كنت واقعا فيهما .

و يومها ، أعطاني علقة ساخنة جدا ، علمتني هذه العلقة ألا أنسى الخطأ الذي ارتكبته و تماديت فيه .

من يومها و أنا أؤمن أن التورط في الخطأ  يجر إلى خطأ أكبر ، و أن الانسان إذا واجه أخطاءه بشيء  من الشجاعة ، فإنه يعفي نفسه من جريمة أخرى ، و بالتالي يستريح.  

 

 

  

مدونة فكر أديب

مرحبًا! أنا كاتب متحمس للاكتشاف والتعلم، وأجد الإلهام في تفاصيل الحياة. أحب القراءة والغوص في عوالم جديدة من خلال الكتب، والكتابة تعبر عن أفكاري ومشاعري. تجربتي الطويلة قد أكسبتني ثراءً في الفهم والتحليل. أنا هنا لمشاركة تلك الخبرات والتفاصيل الجميلة مع الآخرين. دعونا نستمتع معًا بسحر الكلمات والأفكار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال