الوزير و الحمار و الحكيم

 

الوزير والحمار والحكيم
الوزير والحمار والحكيم 

في مملكة الشمس ، كان هناك وزيرا عادلا يحب شعبه و شعبه يحبه ، يعطف على الفقراء و المساكين .

كان لدى الوزير حمار  أبيض  يستشيره الوزير في كل ما يعرض له من قضايا ، قبل أن يصدر الأحكام فيها ، فإذا رفع رأسه و نهق فإنه يوافق الوزير على رأيه ، و إذا لم يعجبه قرار الوزير أحنى رأسه ، و رفص برجليه .

كان الوزير يحب الحمار حبا شديدا ، و لهذا قرر أن يحل المشكلة التي بينه وبين الحمار .

استدعى الوزير  حكيم المملكة ، و استشاره في هذه المشكلة ، أطرق الوزير رأسه مفكرا ثم قال و هو يبتسم :

هناك حل أيها الوزير ،سوف يتكلم الحمار .

ابتسم الوزير، وأخذ يمدح الحكيم ، و قال له :

كم من الوقت تحتاج حتى يستطيع الحمار أن يتكلم  ؟

قال الحكيم و الابتسامة تعلو وجهه :

خمسون عاما ، و سيكون الحمار أفضل من يتحدث في المملكة .

وافق الوزير على أن يعطي الحكيم الحمار ليعلمه و يجعله يتكلم ، و صرف له مكافأة  كبيرة حتى يستطيع أن يجعل الحمار يتكلم .

ذهب الحكيم إلى بيته ،  استقبلته زوجته باستغراب ،  هي ترى الحمار برفقته ، و قالت له :

ما هذا ؟ و أين سنضع الحمار ؟ و ماذا سيأكل ؟ و من يعتني به ؟

قال لها :

لا تخافي  ، لقد اتفقت مع صاحب الحظيرة على أن يعتني بالحمار .

قالت له :

و لماذا جئت به ؟

قال لها :

لقد وعدت الوزير أن أجعله يتكلم .

قالت المرأة :

هل أنت مجنون ؟ حمار يتكلم ؟

قال الحكيم : لست مجنونا ، و أعرف أن الحمار لن يتكلم أبدا ،  لهذا أعطيت الوزير فترة طويلة لتدريب الحمار .

و كم من الوقت تحتاجه لذلك ؟

قال لقد وعدته بخمسين عاما .

ضحكت المرأة  و قالت :

خمسون عاما ، أليست مدة طويلة.

قال الحكيم :

نعم  هي مدة طويلة ، و في أثنائها ، قد يموت الوزير ،  أو أموت أنا ، أو يموت الحمار .

مدونة فكر أديب

مرحبًا! أنا كاتب متحمس للاكتشاف والتعلم، وأجد الإلهام في تفاصيل الحياة. أحب القراءة والغوص في عوالم جديدة من خلال الكتب، والكتابة تعبر عن أفكاري ومشاعري. تجربتي الطويلة قد أكسبتني ثراءً في الفهم والتحليل. أنا هنا لمشاركة تلك الخبرات والتفاصيل الجميلة مع الآخرين. دعونا نستمتع معًا بسحر الكلمات والأفكار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال