لا أعرف من ألق عليها هذا الاسم
" كوتة " فهذا اسم غير
مألوف في عالمنا ، و لكنها أصبت مشهورة
بين معارفها ، بين زبائنها .
صدق أو لا تصدق اخترقت أعمال الليل
، و هي صغيرة ، و لم يكن ذلك بيديها ، أو بإرادتها و إنما بيد عمها الذي سلبها عفتها ، كما سلب ثروتها بعد أن تعمد
قتل والدها بالسكتة القلبية حزنا على ابنته .
و هكذا أصبحت ابنة الثانية عشر ربيعا فتاة ليلة ، تجذب إليها عمها، و الزبائن للمتعة ، فتسلبهم اموالهم ، و الثمين من
أغراضهم .
و فجأة ثارت على وضع عمها الذي كان الطمع و الجشع قد أعمى عينيه ، ففوق سلبه لعفتها ، و فوق
جعلها فتاة ليل ، فهو يسرف علناً ما تأتي به من أموال ، و من أغراض ثمينة سلبتها من زبائنها .
كانت قد بلغت الثامنة عشر من عمرها ، أي إنها بلغت سن الرشد .
هداها تفكيرها البسيط إلى إنها تستطيع أن تتخلص من عمها
، فاشترت سم فئران ووضعته في المهلبية التي يحبها .
بعد أن أكل طبق المهلبية شعر بمغص شديد ، و أخذ يتلوى ، و أخذت تصيح هي
طالبة النجدة .
و بالفعل تحلق حولها الجيران ، واتصلوا بالإسعاف التي جاءت بعد أن فاضت روحه.
و في التحقيق الذي أجرته الشرطة قالت أنه كان يطبخ ، وأنه كان يعد المهلبية ، و رغم أنهم وجدوا
بقايا السم إلا أنهم وجدوا هذا السم منتشر
في أرجاء البيت ، على قطع الجبن، و هكذا
نجت .
و هكذا طوت صفحة قذرة من حياتها ،
طوتها إلى حين حتى تعرف ماذا تعمل في قابل أيامها .
فتحت حجرة عمها ، و أخذت تبحث فيها
عما تركه عمها ، فهي تعرف أنه كان
يخبئ ثروته في الشقة ، فلم يكن يحب البنوك .
و بالفعل وجدت أوراق كثيرة، نقلت ملكيتها لعديد من الشقق في القاهرة وفي
الإسكندرية وفي مرسى مطروح ، وفي الغردقة.
و فتحت صندوقا كبيرا كان موجودا تحت السرير، فإذا به تجد أوراقا نقدية يمتلئ بها الصندوق ، و كلها فئة المائتي جنيه ،
و كذلك وجدت مبالغ مالية في الدولاب .
و عرفت أنها الوريثة الوحيدة لهذا العم البخيل الذي لم تغفر له ما فعله بها، مضت أيام العزاء ، و أصبحت وحيدة بعد أن انفض عنها الجيران .
و فكرت ماذا ستفعل في أيامها المقبلة
، صحيح أنها تملك المال الوفير ،
صحيح أنها تملك العديد من البيوت و
الشقق في أماكن كثيرة في طول البلاد و عرضها .
لماذا لا تنشأ لها مشروع تلهي
به نفسها
بدلا من هذا الفراغ القاتل الذي
تعيشه ، و لم تهتد إلى شيء ، و لكنها فتحت مكتب في شقة من الشقق التي
تملكها ، و كان هدفها ان يكون
هذا المكتب هو تأجير الشقق المفروشة .
و فوق هذا قررت أن تستمر في
مهنتها التي عرفتها مهنة فتاة الليل ، ولكن هذه المرة سوف تنتقم من كل من يلمس جسدها ، كل من يقربها للمتعة ، سيكون متعتها .
و تعددت جرائم القتل و السرقة في
أماكن متفرقة ، و قررت أن تنقل نشاطها إلى
أماكن بعيدة حتى لا يكتشف أمرها .
العبرة
تقود الأقدار بعض الفتيات إلى طريق الانحراف ، ثم تجد الفتاة بعد مدة قد
ملت هذا العمل ، فتحاول عمل ما يحلو لها ، و أن تنتقم من الجميع .