كوتة فتاة الليل

 

 

كوتة فتاة الليل
كوتة فتاة الليل


لا أعرف من ألق عليها هذا الاسم  " كوتة  " فهذا اسم غير مألوف في عالمنا ، و لكنها أصبت مشهورة  بين معارفها ، بين زبائنها .


صدق أو لا تصدق  اخترقت أعمال الليل ، و هي صغيرة ، و لم يكن ذلك بيديها ، أو بإرادتها و إنما بيد عمها  الذي سلبها عفتها ، كما سلب ثروتها بعد أن تعمد قتل والدها  بالسكتة القلبية  حزنا على ابنته .


و هكذا أصبحت ابنة الثانية عشر ربيعا فتاة ليلة ، تجذب  إليها عمها، و الزبائن  للمتعة ، فتسلبهم اموالهم ، و الثمين من أغراضهم .


و فجأة ثارت على وضع عمها الذي كان الطمع و الجشع  قد أعمى عينيه ، ففوق سلبه لعفتها ، و فوق جعلها فتاة ليل ، فهو يسرف علناً ما تأتي به من أموال ، و من أغراض ثمينة  سلبتها من زبائنها .


كانت قد بلغت الثامنة عشر من عمرها ، أي إنها بلغت سن الرشد .


هداها تفكيرها البسيط إلى إنها تستطيع أن تتخلص  من عمها  ، فاشترت سم فئران ووضعته في المهلبية التي يحبها .


بعد أن أكل طبق المهلبية شعر بمغص شديد ، و أخذ يتلوى ، و أخذت تصيح هي طالبة النجدة .


و بالفعل تحلق حولها الجيران ، واتصلوا بالإسعاف  التي جاءت بعد أن  فاضت روحه.


و في التحقيق الذي أجرته الشرطة قالت أنه كان يطبخ  ، وأنه كان يعد المهلبية ، و رغم أنهم وجدوا بقايا السم  إلا أنهم وجدوا هذا السم منتشر في أرجاء البيت ، على  قطع الجبن، و هكذا نجت .


و هكذا طوت صفحة قذرة  من حياتها ، طوتها إلى حين حتى تعرف ماذا تعمل في قابل أيامها .

فتحت حجرة عمها ، و أخذت تبحث فيها  عما تركه  عمها ، فهي تعرف أنه كان يخبئ ثروته في الشقة ، فلم يكن يحب البنوك .


و بالفعل وجدت أوراق كثيرة، نقلت ملكيتها لعديد من الشقق في القاهرة وفي الإسكندرية وفي مرسى مطروح  ، وفي الغردقة.


و فتحت صندوقا كبيرا كان موجودا تحت السرير، فإذا به تجد أوراقا نقدية  يمتلئ بها الصندوق ، و كلها فئة المائتي جنيه ، و كذلك وجدت مبالغ مالية في الدولاب  .


و عرفت أنها  الوريثة الوحيدة  لهذا العم البخيل الذي لم تغفر له ما فعله بها، مضت أيام العزاء ، و أصبحت وحيدة  بعد أن انفض عنها الجيران .


و فكرت ماذا ستفعل  في أيامها  المقبلة  ، صحيح أنها تملك المال الوفير  ، صحيح أنها  تملك العديد من البيوت و الشقق  في أماكن كثيرة  في طول البلاد و عرضها .


لماذا لا تنشأ لها مشروع  تلهي به  نفسها  بدلا من هذا الفراغ القاتل  الذي تعيشه  ، و لم تهتد إلى شيء  ، و لكنها فتحت مكتب في شقة من الشقق التي تملكها  ، و كان هدفها  ان يكون  هذا المكتب هو تأجير الشقق المفروشة .


و فوق هذا قررت أن تستمر  في مهنتها  التي عرفتها  مهنة فتاة الليل ، ولكن هذه المرة  سوف تنتقم من كل من يلمس جسدها  ، كل من يقربها للمتعة ، سيكون متعتها .


و تعددت جرائم القتل و السرقة  في أماكن متفرقة  ، و قررت أن تنقل نشاطها إلى أماكن بعيدة  حتى لا يكتشف أمرها .  

  

العبرة

تقود الأقدار بعض الفتيات إلى طريق الانحراف ، ثم تجد الفتاة بعد مدة قد ملت هذا العمل ، فتحاول عمل ما يحلو لها ، و أن تنتقم من الجميع .

مدونة فكر أديب

مرحبًا! أنا كاتب متحمس للاكتشاف والتعلم، وأجد الإلهام في تفاصيل الحياة. أحب القراءة والغوص في عوالم جديدة من خلال الكتب، والكتابة تعبر عن أفكاري ومشاعري. تجربتي الطويلة قد أكسبتني ثراءً في الفهم والتحليل. أنا هنا لمشاركة تلك الخبرات والتفاصيل الجميلة مع الآخرين. دعونا نستمتع معًا بسحر الكلمات والأفكار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال